برشلونة يتألق في ريمونتادا مثيرة ضد سيلتا فيجو: ملك إسبانيا يعزز أسطورته

 

برشلونة يتألق في ريمونتادا مثيرة ضد سيلتا فيجو: ملك إسبانيا يعزز أسطورته

في مباراة مثيرة شهدها ملعب "لويس كومبانيس الأولمبي"، نجح برشلونة في تحقيق انتصار دراماتيكي بنتيجة 4-3 على سيلتا فيجو ضمن الجولة 32 من الدوري الإسباني لموسم 2024/2025. هذا الفوز عزز صدارة الفريق الكتالوني لجدول الترتيب برصيد 73 نقطة، مؤكدًا لقبه كـ"ملك الريمونتادا" وسيد إسبانيا بين الأندية. قدم برشلونة عرضًا كرويًا ممتعًا، مزج بين الإبداع الهجومي والروح القتالية، فيما أظهر المدرب هانزي فليك براعة في إدارة المباراة عبر المداورة وإراحة بعض اللاعبين الأساسيين.

مجد برشلونة وتاريخه العريق

برشلونة، النادي الذي يُعد رمزًا للمتعة الكروية، أضاف فصلًا جديدًا إلى سجله الحافل بالإنجازات. تاريخيًا، التقى الفريقان في 133 مباراة عبر مختلف المسابقات، حيث فاز برشلونة في 73 مباراة، مقابل 28 خسارة و32 تعادلًا، مسجلاً 290 هدفًا ومستقبلاً 155 هدفًا. هذا التفوق التاريخي يعكس هيمنة البارسا، خاصة على أرضه، حيث فاز في 50 من أصل 66 مباراة على ملعبه ضد سيلتا فيجو، مسجلاً 176 هدفًا. هذه الأرقام تؤكد أن برشلونة ليس فقط سيد إسبانيا، بل هو ملك الريمونتادا، حيث اشتهر بقلب الطاولة في لحظات حاسمة، كما حدث في هذه المباراة.

سيناريو المباراة: دراما كروية بامتياز

بدأت المباراة بسيطرة واضحة لبرشلونة، حيث افتتح فيران توريس التسجيل في الدقيقة 12 بتسديدة رائعة بقدمه اليمنى بعد تمريرة من إينيجو مارتينيز، مسجلاً هدفًا بقيمة متوقعة (xG) 0.05. لكن سيلتا فيجو رد سريعًا في الدقيقة 15 عبر بورخا إيجليسياس، الذي استغل خطأ دفاعي ليعدل النتيجة بعد تمريرة من بابلو دوران. انتهى الشوط الأول بالتعادل 1-1، رغم هيمنة برشلونة على الاستحواذ بنسبة 73%.

في الشوط الثاني، صعق سيلتا فيجو الجماهير بتقدمه 3-1، حيث سجل إيجليسياس هدفين إضافيين في الدقيقتين 52 و62، مستغلاً تمريرتين من يويل لاجو وسيرجيو كاريرا، ليكمل هاتريك مذهل. لكن برشلونة، بقلب لا يعرف الاستسلام، بدأ الريمونتادا. في الدقيقة 64، قلّص داني أولمو الفارق بهدف بعد تمريرة من رافينيا، ثم أضاف رافينيا بنفسه الهدف الثالث في الدقيقة 68 بمساعدة لامين يامال. وفي الدقيقة 98، خطف أولمو هدف الفوز بتسديدة حاسمة، مؤكدًا تفوق برشلونة في اللحظات القاتلة.

إحصائيات المباراة: هيمنة برشلونة

• الاستحواذ: سيطر برشلونة بنسبة 73% مقابل 27% لسيلتا فيجو، مما يعكس أسلوب البارسا في التحكم بالمباراة.
• التسديدات: سدد برشلونة 18 تسديدة، 6 منها على المرمى، مقابل 11 تسديدة لسيلتا، 8 على المرمى.
• الأهداف المتوقعة (xG): سجل برشلونة 2.46 مقابل 1.97 لسيلتا، مما يظهر تفوقه في خلق الفرص الخطيرة.
• التمريرات: أكمل برشلونة 672 تمريرة صحيحة مقابل 206 لسيلتا، مؤكدًا سيطرته على إيقاع اللعب.
• الفرص الخطيرة: صنع برشلونة 4 فرص خطيرة مقابل 5 لسيلتا، لكن كفاءته في استغلال الفرص كانت حاسمة.
• وقت اللعب الفعلي: استمر اللعب الفعلي لمدة 61 دقيقة و47 ثانية من إجمالي 101 دقيقة و45 ثانية، مما يعكس الإثارة والتوقفات المتكررة.

تألق اللاعبين

• داني أولمو: كان نجم المباراة بلا منازع، حيث سجل هدفين حاسمين في الدقيقتين 64 و98، مؤكدًا دوره كمحرك هجومي.
• رافينيا: سجل هدفًا وصنع آخر، مقدمًا أداءً رائعًا على الجناح الأيمن، خاصة بتمريرته الحاسمة لأولمو.
• فيران توريس: افتتح التسجيل وكان نشطًا هجوميًا، رغم إهداره لفرصة خطيرة في الشوط الأول.
• بورخا إيجليسياس: على الجانب الآخر، قدم مهاجم سيلتا فيجو أداءً استثنائيًا بتسجيله هاتريك، لكنه لم يتمكن من قيادة فريقه للفوز.

استراتيجية فليك: المداورة والمرونة

أظهر هانزي فليك ذكاءً تكتيكيًا بإجراء تغييرات في التشكيلة، حيث أراح لاعبين مثل جافي في جزء من المباراة وأشرك فيران توريس وداني أولمو منذ البداية للحفاظ على التوازن بين الخبرة والحيوية. كما ساهم دخول لامين يامال في تنشيط الهجوم، حيث صنع هدف رافينيا. هذه المداورة ساعدت برشلونة على الحفاظ على لياقته البدنية في مباراة مكثفة، خاصة مع الإرهاق الذي لاحظه المحللون في أداء الفريق.

برشلونة: ملك المتعة الكروية

لم تكن المباراة مجرد صراع على النقاط، بل كانت عرضًا كرويًا ممتعًا يعكس فلسفة برشلونة. الاستحواذ العالي، التمريرات الدقيقة، والروح القتالية جعلت الجماهير البالغ عددها 48,569 متشوقة حتى الثانية الأخيرة. هذا الأداء يعزز مكانة برشلونة كسيد إسبانيا، حيث يتصدر الدوري بفارق 7 نقاط عن ريال مدريد قبل هذه الجولة، مع سجل هجومي مذهل (88 هدفًا في 32 مباراة).

خاتمة

مباراة برشلونة وسيلتا فيجو كانت تحفة كروية، جمعت بين الإثارة والدراما والمتعة. برشلونة، بقيادة فليك وتألق نجومه مثل أولمو ورافينيا، أثبت مرة أخرى أنه ملك الريمونتادا وسيد إسبانيا. هذا الفوز ليس فقط ثلاث نقاط، بل تأكيد على هوية البارسا كرمز للإبداع الكروي. مع استمرار الموسم، يبقى السؤال: هل سيواصل برشلونة كتابة التاريخ؟ الإجابة، كما يبدو، تكمن في ملعب "لويس كومبانيس" وقلوب عشاقه.