الاتحاد البرازيلي يُكثف ضغوطه لضم مدرب ريال مدريد
البرازيل تُجدد هوسها بكارلو أنشيلوتي: الاتحاد البرازيلي يُكثف ضغوطه لضم مدرب ريال مدريد
يواصل الاتحاد البرازيلي لكرة القدم (CBF) مطاردته الدؤوبة للمدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لريال مدريد، في محاولة لإقناعه بتولي قيادة المنتخب البرازيلي استعدادًا لكأس العالم 2026. وفقًا لتقارير إسبانية حديثة، أرسل الاتحاد البرازيلي مندوبين إلى مدريد للتواصل مع المقربين من أنشيلوتي، في خطوة تُظهر إصرارًا متجددًا لضمه رغم تعقيدات الموقف. في هذا المقال، نستعرض التطورات الأخيرة لهذا الملف، مع تحليل تأثير هذه الأنباء على ريال مدريد في سياق مباراته ضد أتلتيك بلباو في الجولة 32 من الدوري الإسباني، مستندين إلى مصادر إسبانية موثوقة.
تاريخ طويل من الاهتمام البرازيلي
ليس هذا الاهتمام بأنشيلوتي جديدًا. فقد بدأ الاتحاد البرازيلي محاولاته لضم المدرب الإيطالي منذ عام 2022، بعد رحيل المدرب تيتي عقب الخروج من ربع نهائي كأس العالم 2022 أمام كرواتيا. صحيفة "ماركا" أشارت إلى أن رئيس الاتحاد البرازيلي، إدنالدو رودريغيز، يرى في أنشيلوتي "المدرب المثالي" لقيادة البرازيل نحو لقبها السادس في كأس العالم، مستندًا إلى خبرته الواسعة وسجله الحافل بالألقاب، بما في ذلك 4 ألقاب في دوري أبطال أوروبا (2 مع ميلان و2 مع ريال مدريد).
في 2023، أعلن رودريغيز أن أنشيلوتي سيتولى تدريب البرازيل اعتبارًا من صيف 2024، لكن ريال مدريد أحبط هذه الخطط بتجديد عقد أنشيلوتي حتى يونيو 2026. ومع ذلك، عادت البرازيل لتجديد اهتمامها هذا العام، خاصة بعد إقالة المدرب دوريفال جونيور في مارس 2025 عقب خسارة مذلة 1-4 أمام الأرجنتين في تصفيات كأس العالم.
التطورات الأخيرة: مندوبون في مدريد
وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "ماركا"، أرسل الاتحاد البرازيلي مندوبًا إلى مدريد خلال مباراة ريال مدريد ضد أرسنال في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا (17 أبريل 2025)، والتي انتهت بخسارة ريال مدريد 0-3. الهدف كان التواصل مع أشخاص مقربين من أنشيلوتي لمناقشة إمكانية توليه تدريب البرازيل اعتبارًا من يونيو 2025، قبل مباريات تصفيات كأس العالم الحاسمة ضد الإكوادور وباراغواي. مصدر مقرب من المفاوضات، تحدث لـ"The Athletic"، أكد أن أنشيلوتي أبدى اهتمامًا أوليًا، لكنه اشترط مناقشة مستقبله مع ريال مدريد بعد نهائي كأس ملك إسبانيا في 26 أبريل 2025.
صحيفة "آس" أضافت أن الاتحاد البرازيلي يضغط بقوة، حيث حدد مهلة نهائية في مايو 2025 لأنشيلوتي لاتخاذ قراره، خوفًا من تأخير خططهم لتجهيز المنتخب لكأس العالم. ومع ذلك، نفى الاتحاد البرازيلي رسميًا إرسال مندوب إلى مدريد، مؤكدًا أن المفاوضات تُدار حصريًا من ريو دي جانيرو بواسطة رودريغيز ومنسق المنتخب رودريغو كايتانو. هذا النفي يتناقض مع تقارير إسبانية تشير إلى اتصالات مكثفة، مما يعكس حالة من الغموض حول الموقف.
موقف أنشيلوتي وريال مدريد
أنشيلوتي نفى بشكل قاطع أي اتصالات مباشرة مع الاتحاد البرازيلي في مؤتمر صحفي قبل مباراة ريال مدريد ضد ليجانيس في مارس 2025، قائلاً: "لا، لم يتواصلوا معي". ومع ذلك، أشار إلى أن مستقبله سيُناقش مع ريال مدريد بنهاية الموسم، مؤكدًا أن قراره يعتمد على دعم النادي. هذا الموقف يعكس حذر أنشيلوتي، خاصة في ظل الضغوط التي يواجهها بعد موسم مخيب للآمال، حيث خرج ريال مدريد من دوري أبطال أوروبا ويبتعد بفارق 4 نقاط عن برشلونة في الدوري.
صحيفة "موندو ديبورتيفو" أكدت أن ريال مدريد ليس على علم بأي اتصالات رسمية بين أنشيلوتي والبرازيل، لكن النادي يواجه معضلة. فقد بدأت إدارة النادي، بقيادة فلورنتينو بيريز، مناقشات مع تشابي ألونسو، مدرب باير ليفركوزن، كبديل محتمل لأنشيلوتي في صيف 2025. هذه الخطوة أثارت استياء أنشيلوتي، الذي يشعر بـ"التآكل" بعد 4 سنوات من الضغط في مدريد، خاصة مع قرار ابنه ومساعده دافيدي بالرحيل بنهاية الموسم.
تأثير الأنباء على مباراة أتلتيك بلباو
في سياق مباراة ريال مدريد ضد أتلتيك بلباو في الجولة 32 من الدوري الإسباني (20 أبريل 2025)، جاءت تصريحات أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي قبل المباراة تحت ظل هذه الشائعات. وفقًا لـ"آس"، أكد أنشيلوتي تركيزه على المباراة، مشيدًا بقوة بلباو ومعرباً عن ثقته بقدرة فريقه على استعادة التوازن بعد الخسارة الأوروبية. لكنه تجنب الخوض في أحاديث البرازيل، مما يعكس رغبته في الحفاظ على استقرار الفريق قبل مباراة حاسمة.
الخسارة أمام بلباو (1-2) في ديسمبر 2024 كشفت عن نقاط ضعف في خط وسط ريال مدريد، خاصة في ظل غياب الإبداع بعد اعتزال كروس. هذه الثغرات قد تزيد من الضغط على أنشيلوتي، مما يجعل عرض البرازيل مغريًا كمخرج من الأزمة. ومع ذلك، أشارت "ماركا" إلى أن أنشيلوتي يحظى بدعم اللاعبين البرازيليين في الفريق، مثل فينيسيوس جونيور ورودريجو، مما قد يشجعه على البقاء إذا شعر بدعم الإدارة.
تحليل: هل يرحل أنشيلوتي إلى البرازيل؟
- دوافع الرحيل: أنشيلوتي يواجه ضغوطًا متزايدة في ريال مدريد بعد الخروج من دوري الأبطال وتراجع الفريق في الدوري. إضافة إلى ذلك، رحيل ابنه دافيدي قد يؤثر عاطفيًا وفنيًا على قراره. فرصة تدريب البرازيل في كأس العالم 2026 تُعد مغامرة جذابة لإكمال مسيرته بتحدٍ دولي جديد.
- دوافع البقاء: عقد أنشيلوتي حتى 2026 يمنحه استقرارًا، وعلاقته الجيدة مع بيريز قد تدفعه للبقاء إذا شعر بالثقة. نجاحه في تحقيق 10 ألقاب مع ريال مدريد منذ عودته في 2021، بما في ذلك الثنائية (الدوري ودوري الأبطال) في 2023-2024، يجعله رصيدًا قويًا.
- بدائل البرازيل: إذا رفض أنشيلوتي العرض، فإن البرتغالي جورجي جيسوس، مدرب الهلال السعودي، يُعد المرشح الثاني، حيث أبدى استعداده لتولي المنصب فورًا.
توقعات
استنادًا إلى التقارير، يبدو أن أنشيلوتي يميل للبقاء مع ريال مدريد حتى نهاية عقده في 2026، خاصة إذا نجح في تحقيق لقب كأس ملك إسبانيا أمام برشلونة. ومع ذلك، فإن استمرار الضغوط والاتصالات من البرازيل قد يدفعه لإعادة التفكير، خاصة إذا شعر بتراجع دعم بيريز. المفاوضات الحالية مع تشابي ألونسو تُضيف طبقة أخرى من التعقيد، مما يجعل مستقبل أنشيلوتي غامضًا.
خاتمة
يُظهر إصرار الاتحاد البرازيلي على ضم كارلو أنشيلوتي مدى القيمة التي يحظى بها المدرب الإيطالي على الساحة العالمية. ومع ذلك، فإن تركيزه الحالي يبدو منصبًا على إنقاذ موسم ريال مدريد، كما أظهر في مؤتمره الصحفي قبل مباراة أتلتيك بلباو. الضغوط من البرازيل، إلى جانب التحديات الداخلية في مدريد، تجعل هذا الملف واحدًا من أكثر القصص إثارة في عالم كرة القدم. قرار أنشيلوتي النهائي في مايو 2025 سيحدد مسار البرازيل وريال مدريد على حد سواء.
المصادر:
- صحيفة ماركا: marca.com
- صحيفة آس: as.com
- موندو ديبورتيفو: mundodeportivo.com
- The Athletic: nytimes.com
تعليقات
إرسال تعليق