برشلونة يواجه جدول مباريات مثير للجدل: بيان رسمي وشكوى ضد الرابطة الإسبانية

 

برشلونة يواجه جدول مباريات مثير للجدل: بيان رسمي وشكوى ضد الرابطة الإسبانية

أصدر نادي برشلونة بيانًا رسميًا يعبر فيه عن استيائه المتكرر من معايير رابطة الدوري الإسباني (LaLiga) والاتحاد الملكي الإسباني لكرة القدم (RFEF) في تحديد مواعيد مباريات الفريق الأول خلال موسم 2024-2025. يأتي هذا البيان في سياق موسم مزدحم بالمباريات، حيث يتنافس برشلونة على كل الألقاب المحلية والأوروبية، بما في ذلك نهائي كأس ملك إسبانيا ضد ريال مدريد المقرر في 26 أبريل 2025. في هذا المقال، نستعرض تفاصيل البيان، تأثيره على الفريق، وربطه بمباراة ريال مدريد ضد أتلتيك بلباو في الجولة 32 من الدوري الإسباني، معتمدين على مصادر إسبانية موثوقة.

تفاصيل البيان الرسمي

في البيان الصادر عبر الموقع الرسمي لبرشلونة، أعرب النادي عن رفضه لسياسة جدولة المباريات التي تُرهق الفريق، خاصة في ظل مشاركته في مراحل متقدمة من الدوري الإسباني، كأس ملك إسبانيا، ودوري أبطال أوروبا. وأشار البيان إلى دعم النادي الكامل لتصريحات المدرب هانزي فليك، الذي انتقد علنًا الجدول المزدحم قبل مباراة نصف نهائي دوري الأبطال ضد باريس سان جيرمان في أبريل 2025، معتبرًا أن الهيئات المنظمة لا تأخذ في الاعتبار الضغط البدني والذهني على اللاعبين.

صحيفة "ماركا" نقلت أن برشلونة يرى أن مبارياته المكثفة، مثل مواجهة أتلتيكو مدريد في نصف نهائي الكأس (5-4 بمجموع المباراتين) والمباريات الأوروبية، تُقام بفواصل زمنية قصيرة جدًا مقارنة بمنافسين مثل ريال مدريد، مما يؤثر على استعداد الفريق. البيان أكد أن النادي سيتقدم بشكوى رسمية إلى الرابطة والاتحاد الإسباني، وربما إلى الاتحاد الأوروبي (UEFA)، للمطالبة بجدول أكثر عدالة يحمي اللاعبين من الإصابات ويضمن التنافسية.

سياق الجدل: جدول برشلونة المزدحم

وفقًا لـ"موندو ديبورتيفو"، خاض برشلونة 51 مباراة عبر كل المسابقات هذا الموسم حتى أبريل 2025، بمعدل مباراة كل 4.5 أيام، وهو رقم مرتفع مقارنة بفرق مثل ريال مدريد (54 مباراة بفواصل أطول). الفريق يعاني من إصابات متكررة، مثل غياب أليخاندرو بالدي عن مباريات حاسمة، وهو ما أرجعه فليك إلى "الإرهاق الناتج عن سوء الجدولة". على سبيل المثال، مباراة برشلونة ضد أتلتيكو مدريد في الكأس أُقيمت قبل 3 أيام فقط من مواجهة أوروبية، بينما حصل ريال مدريد على راحة إضافية قبل مباراته ضد أرسنال في دوري الأبطال.

البيان أشار إلى أن هذه المشكلة "قائمة منذ فترة طويلة"، مستشهدًا بموسم 2022-2023 عندما تسبب الجدول المزدحم في تراجع أداء برشلونة في ربع نهائي دوري الأبطال. "آس" أوضحت أن برشلونة يطالب بتعديل توقيت المباريات للفرق المشاركة في البطولات الأوروبية، مثل تخصيص فترات راحة متساوية أو تقليل المباريات المحلية في الأسابيع الأوروبية.

رد فعل الرابطة والاتحاد الإسباني

حتى الآن، لم تصدر رابطة الدوري الإسباني أو الاتحاد الإسباني ردًا رسميًا على بيان برشلونة. ومع ذلك، نقلت "ماركا" عن مصدر في الرابطة أن جدولة المباريات تُحدد بناءً على عوامل تجارية ولوجستية، مثل حقوق البث وحضور الجماهير، وأن الفرق الكبرى مثل برشلونة وريال مدريد تُمنح أولوية في بعض الحالات. المصدر دافع عن الجدول الحالي، مشيرًا إلى أن برشلونة استفاد من فواصل راحة في وقت سابق من الموسم، مثل فترة الإعداد لمباراة الكلاسيكو في أكتوبر 2024 (فوز 4-0).

في المقابل، أشارت "موندو ديبورتيفو" إلى أن الاتحاد الإسباني قد يدرس شكوى برشلونة، لكنه يواجه تحديات بسبب التقويم المزدحم الذي يتضمن مباريات الكأس، الدوري، والبطولات الأوروبية. الصحيفة اقترحت أن الحل قد يتطلب تنسيقًا مع UEFA لتقليل التداخل بين المسابقات.

تأثير الجدل على ريال مدريد ومباراة أتلتيك بلباو

في سياق مباراة ريال مدريد ضد أتلتيك بلباو في الجولة 32 (20 أبريل 2025)، كشفت تصريحات كارلو أنشيلوتي في المؤتمر الصحفي عن دعمه الضمني لموقف برشلونة. وفقًا لـ"آس"، قال أنشيلوتي: "الجدول صعب على الجميع، لكننا نركز على ما يمكننا التحكم به". هذا التصريح جاء بعد خسارة ريال مدريد أمام أرسنال في دوري الأبطال، حيث أُجبر الفريق على خوض مباراة بلباو بعد 3 أيام فقط من السفر إلى لندن، مما أثر على أداء اللاعبين.

الخسارة أمام بلباو في ديسمبر 2024 (1-2) أظهرت تأثير الإرهاق على ريال مدريد، حيث أهدر كيليان مبابي ركلة جزاء وفشل الفريق في السيطرة على خط الوسط. هذا السياق يعزز موقف برشلونة، حيث يواجه الفريقان تحديات مماثلة في إدارة الإرهاق قبل نهائي كأس ملك إسبانيا. "ماركا" أشارت إلى أن شكوى برشلونة قد تفيد ريال مدريد أيضًا، حيث يطالب الناديان بمزيد من العدالة في الجدولة.

تحليل: هل شكوى برشلونة مبررة؟

• الحجج المؤيدة: إحصائيات 365Scores تُظهر أن برشلونة خاض 51 مباراة بمتوسط راحة 4.5 أيام، مقارنة بـ5 أيام لبعض الفرق الأخرى. الإصابات المتكررة، مثل غياب بالدي وإرهاق لاعبين مثل ليفاندوفسكي، تدعم ادعاءات النادي بأن الجدول يُضر باللاعبين.
• الحجج المعارضة: الرابطة تؤكد أن الجدولة تُراعي التوازن بين الفرق، وأن برشلونة استفاد من توقيتات مناسبة في مباريات سابقة. كما أن الفرق الأوروبية الأخرى، مثل مانشستر سيتي، تواجه جداول مماثلة دون شكاوى علنية.
• التأثير المستقبلي: نجاح شكوى برشلونة قد يدفع إلى إصلاحات في جدولة المباريات، مثل تقليل التداخل بين الكأس والدوري، لكن ذلك يتطلب توافقًا بين الرابطة، الاتحاد، وUEFA.

توقعات

من المتوقع أن تُثير شكوى برشلونة نقاشًا واسعًا في الأوساط الرياضية الإسبانية، لكن التغييرات الفورية في الجدول تبدو مستبعدة بسبب اقتراب نهاية الموسم. النادي قد يحقق مكاسب على المدى الطويل إذا نجح في دفع UEFA لتدخل في تنظيم التقويم الأوروبي. في الوقت الحالي، يبقى تركيز برشلونة منصبًا على نهائي الكأس، حيث يأمل فليك في استغلال الزخم لتحقيق اللقب.

خاتمة

بيان برشلونة الرسمي يعكس استياءً متزايدًا من جدول مباريات يُهدد أداء الفريق في مرحلة حاسمة من الموسم. الشكوى الرسمية قد تكون خطوة استراتيجية للضغط على الرابطة والاتحاد الإسباني، لكنها تُسلط الضوء أيضًا على تحديات مشتركة تواجهها فرق مثل ريال مدريد، كما ظهر في مباراتهم ضد أتلتيك بلباو. مع اقتراب نهائي كأس ملك إسبانيا، يبقى السؤال: هل ستؤدي هذه التحركات إلى تغييرات فعلية، أم ستظل مجرد صرخة في وجه نظام راسخ؟

المصادر:

1. صحيفة ماركا: marca.com
2. صحيفة آس: as.com
3. موندو ديبورتيفو: mundodeportivo.com
4. الموقع الرسمي لنادي برشلونة: fcbarcelona.com